تداول أزواج الدولار اليوم أمر محفوف بالمخاطر: خلال جلسة التداول الأمريكية يوم الجمعة ، سيعلن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول "رأس" ، والذي سيحدد مصير العملة الأمريكية. وعلى الرغم من ثقة معظم الخبراء في أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على موقف الانتظار والترقب فيما يتعلق بتقليص التيسير الكمي ، إلا أن هناك مخاطر جدية من تحركات الأسعار الزائفة ، خاصة في الفترة الزمنية القصيرة نسبيًا بين الخطاب و نهاية أسبوع التداول. وخلال فترات التقلبات العاطفية ، من الأفضل البقاء خارج السوق: لن يبلور المتداولون على الفور رأيهم العام حول نتائج اجتماع يونيو. لذلك ، من الممكن (والضروري) اليوم صرف الانتباه عن أزواج العملات "الرئيسية"

من بين الأزواج المتقاطعة العديدة ، يمكن تمييز زوج الاسترالي مقابل النيوزيلاندي. حيث يوضح هذا التقاطع الحركة الأكثر استقرارًا "في اتجاه واحد": منذ بداية يونيو ، كان الزوج في إطار اتجاه هبوطي طويل الأمد. وعلى الرغم من التراجعات الصعودية المؤقتة ، يواصل الدولار النيوزيلندي تعزيز مركزه. حيث وخلال الأسابيع الـ 11 الماضية ، ارتفع الزوج بمقدار 500 نقطة تقريبًا ، ويبدو أن هذا ليس الحد الأقصى. على الأقل ، لا تزال الصورة الأساسية في صالح الدولار النيوزيلندي ، على الرغم من بعض "العقبات البسيطة" في شكل "سلالة دلتا" سيئة السمعة. ولكن فيما يتعلق بآفاق الدولار الأسترالي ، فإن الوضع هنا يبدو غامضًا للغاية.

اسمحوا لي أن أذكركم أنه بعد إعلان بنك الاحتياطي النيوزيلندي عن إنهاء برنامج الحوافز في اجتماع يوليو (الذي كان من المفترض أن يكون ساري المفعول حتى صيف 2022) ، تبلور رأي عام في السوق: الخطوة التالية للجهة التنظيمية ستكون زيادة في سعر الفائدة. ولكن من خلال مفارقة القدر الشريرة ، تم اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا منذ عدة أشهر في نيوزيلندا (داخل البلاد) قبل اجتماع بنك الاحتياطي النيوزيلندي. وبالنظر إلى حقيقة أنه حتى الحالات المعزولة من العدوى يتم التعامل معها بجدية في البلاد ، لم يكن هناك شك في أن الهيئة التنظيمية لن تتسرع في اتخاذ قرارات "متشددة".

في النهاية ، أخذ بنك الاحتياطي النيوزيلندي فترة راحة ، مما أدى إلى انخفاض العملة الوطنية. ولكن هناك شئ "لكن" هنا في بيان مصاحب ، اعترف بنك الاحتياطي النيوزيلندي باحتمال قيام الجهة المنظمة بتشديد السياسة النقدية في اجتماع ديسمبر إذا احتفظت الدولة "بالشروط اللازمة لذلك". وأيضًا ، أشار البنك المركزي النيوزيلندي إلى أنه في سبتمبر 2022 يجب أن يكون السعر 1.4٪ (كان المستوى المتوقع سابقًا عند 0.50٪ تقريبًا). بالإضافة إلى ذلك ، كان أعضاء البنك المركزي متفائلين بشأن معدل نمو التضخم: نمو مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ، وفقًا للتوقعات ، يجب أن ينمو إلى 2.2٪ بحلول سبتمبر من العام المقبل (كانت التوقعات سابقًا عند 1.6٪).

اسمحوا لي أن أذكركم أنه في بداية هذا العام ، هزمت نيوزيلندا الوباء بالفعل ، وأوقفت انتشار كوفيد-19. وسُجلت حالات متفرقة من المرض في الجزيرة ، ليس داخل الدولة ولكن بين المواطنين العائدين من الخارج. حيث ساعدت سياسة الحجر الصحي الصارمة والقطعية نيوزيلندا في القضاء على كوفيد-19 ، مما سمح للناس بالعيش دون أي قيود. ويمكن الافتراض أن القيود الحالية ستؤدي إلى نتيجة مماثلة.

في أستراليا ، الوضع أكثر تعقيدًا - سواء في سياق الوضع الوبائي أو في سياق احتمالات تشديد السياسة النقدية. تم يوم أمس اكتشاف ما يقرب من ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البلاد ، وهي أكبر زيادة يومية منذ بداية الوباء.و بسبب تفشي كوفيد في أكبر ثلاث مدن في البلاد - ملبورن وكانبيرا وسيدني - يعيش ما يقرب من نصف جميع الأستراليين في عزلة. وفي سيدني ، حيث يعيش أكثر من 5 ملايين شخص ، تم تمديد الإغلاق لمدة شهر آخر ، حتى نهاية سبتمبر. وبالتأكيد هذه ليست آخر إطالة للحجر الصحي. على خلفية الاتجاهات الأخيرة ، قال رئيس الحكومة الأسترالية إن البلاد لن ترفع قيود الحجر الصحي حتى يتم تطعيم 70٪ من البالغين.

يذكر أنه في الاجتماع الأخير ، أكد بنك الاحتياطي الأسترالي القرار الذي اتخذه في اجتماعه في يوليو بخفض حجم مشتريات السندات الحكومية إلى 4 مليارات دولار في الأسبوع اعتبارًا من سبتمبر من 5 مليارات دولار الحالية. ومع ذلك ، فإن احتمالات اتخاذ مزيد من الخطوات مشكوك فيها. وفقًا لمحضر الاجتماع الأخير لبنك الاحتياطي الأسترالي ، أقر أعضاء البنك المركزي خلال المناقشة بخيار تعليق تقليص التيسير الكمي بسبب تدهور الوضع الوبائي. تضغط هذه الحقيقة على الدولار الأسترالي - خاصةً عند إقرانه بالدولار النيوزيلندي ، وسط النوايا المتشددة لبنك الاحتياطي النيوزيلندي. ألاحظ أن اجتماع أغسطس لبنك الاحتياطي الأسترالي عقد في بداية الشهر ، ومنذ ذلك الحين ساء الوضع مع فيروس كورونا في البلاد.

وبالتالي ، فإن الخلفية الأساسية الحالية تساهم في زيادة تطوير الاتجاه الهبوطي لزوج الدولار الأسترالي / الدولار النيوزيلندي. وأقرب هدف هو 1.0400 (الخط السفلي لمؤشر بولينجر باند على الرسم البياني اليومي). كما يوجد الهدف التالي عند 1.0350 (أيضًا الخط السفلي من البولنجر باند ، على الإطار الزمني الأسبوعي).