ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية من أدنى مستوياتها الأسبوعية يوم أمس. خلال الجلسة الآسيوية اليوم، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.1%، بينما ارتفع مؤشر NASDAQ الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 0.2%. شهد سوق السندات عمليات بيع كبيرة في آسيا يوم الخميس، مما دفع عوائد السندات اليابانية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد، وذلك بعد عمليات بيع واسعة النطاق في السندات الألمانية، والتي امتدت إلى أسواق الدخل الثابت العالمية. كان ارتفاع سوق الأسهم مدفوعًا إلى حد كبير بالتكهنات حول احتمال تأجيل التعريفات الجمركية الأمريكية على المكسيك وكندا.

ارتفع العائد على السندات اليابانية لأجل 10 سنوات إلى 1.5% لأول مرة منذ يونيو 2009، حيث تواجه البلاد تضخمًا متزايدًا وتكاليف اقتراض أعلى. في الوقت نفسه، استمرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية في الارتفاع لليوم الثالث على التوالي، حيث استقر العائد لأجل 10 سنوات حول 4.3%. وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية، محققة مكاسب تتراوح بين 0.5% و0.7%.

تؤكد التقلبات اليومية على تأثير عدم الاستقرار الجيوسياسي في الأسابيع الأخيرة، خاصة مع تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا واستمرار التوترات التجارية، التي تواصل تشكيل مشاعر المتداولين والمستثمرين.

سجل اليورو أفضل ارتفاع له خلال ثلاثة أيام منذ عام 2015، قبل اجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB) اليوم. يتوقع المحللون بشكل كبير خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكن يبدو أن هذا القرار قد تم تسعيره بالفعل في السوق. تشمل البيانات الاقتصادية الأمريكية الرئيسية المقرر إصدارها يوم الخميس مطالبات البطالة الأسبوعية، قبل تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر بشدة يوم الجمعة.

كما ذكر سابقًا، واصلت السندات الحكومية الألمانية تراجعها يوم الأربعاء، حيث تتزايد توقعات الأسواق بأن البنك المركزي الأوروبي سيواصل خفض الفائدة لتحفيز النمو الاقتصادي ودعم زيادة الإنفاق المالي.

الأسواق الآسيوية وطموحات الصين الاقتصادية

سجلت مؤشرات الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ مكاسب. وارتفع مؤشر هانغ سنغ للشركات الصينية بنسبة 3.3%، مما يعكس تزايد توقعات المستثمرين باتخاذ تدابير تحفيزية إضافية. قد يتم الإعلان عن هذه التدابير في وقت لاحق اليوم خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزارات الحكومة الصينية في بكين.

يوم الأربعاء، أكد المسؤولون الصينيون في جلستهم البرلمانية السنوية على هدف نمو يبلغ حوالي 5% بحلول عام 2025، وهي المرة الأولى منذ أكثر من عقد التي تحافظ فيها بكين على نفس الهدف لثلاث سنوات متتالية. أشار الرئيس شي جين بينغ إلى التزام الصين بالمضي قدمًا في أجندة النمو الطموحة لهذا العام، رغم تصاعد التوترات التجارية.

تظل العقود الآجلة للأسهم الأمريكية مستقرة، رغم الضغط على أسهم التكنولوجيا. انخفضت أسهم شركة Marvell Technology Inc. في التداولات بعد ساعات العمل في نيويورك، بعد توقعات إيرادات مخيبة للآمال، مما خفف من توقعات المستثمرين لعائد أقوى من طفرة الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، تراجعت أسهم Broadcom Inc.، وهي شركة أخرى مرتبطة بالرقائق الإلكترونية للذكاء الاصطناعي، بنسبة 3.5% في التداولات قبل السوق يوم الخميس، قبل تقرير أرباحها.

التوقعات الفنية لمؤشر S&P 500

يواصل مؤشر S&P 500 تراجعه، حيث يتمثل الهدف الرئيسي للمشترين في اختراق مستوى المقاومة الأقرب عند 5,854 دولار. يمكن أن يؤدي التحرك الناجح فوق هذا المستوى إلى تمديد الارتفاع وفتح الباب لدفع نحو 5,877 دولار.

أولوية أخرى رئيسية للمضاربين على الصعود ستكون الحفاظ على السيطرة فوق 5,897 دولار، مما سيعزز زخم الشراء بشكل أكبر.

إذا تراجع الإقبال على المخاطرة، يجب على المشترين الدفاع عن مستوى الدعم عند 5,833 دولار. يمكن أن يؤدي الكسر دون هذا الحد إلى تسريع الضغط البيعي، مما يدفع المؤشر للهبوط إلى 5,813 دولار، مع إمكانية مزيد من الانخفاض نحو 5,787 دولار.